يقول السيوطي في تنوير الحوالك:"رواية محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة فيها أحاديث يسيرة زيادة على سائر الموطآت، منها حديث:((إنما الأعمال بالنيات)) وبذلك يتبين صحة قول من عزا روايته إلى الموطأ ووهمُ من خطأه في ذلك".
والحديث مع ذلك حديثٌ فرد، فردٌ مطلق تفرد بروايته عمر بن الخطاب عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتفرد بروايته عنه علقمة بن وقاص الليثي، وتفرد بروايته عنه محمد بن إبراهيم التيمي، وتفرد بروايته عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وعنه انتشر انتشاراً بالغاً حتى نقل عن أبي إسماعيل الأنصاري الهروي أنه قال:"كتبت من حديث سبعمائة من أصحاب يحيى"، يقول ابن حجر:"قلتُ: وأنا أستبعد صحة هذا، فقد تتبعت طرقه من الروايات المشهورة والأجزاء المنثورة منذُ طلبت الحديث إلى وقتي، فما قدرت على تكميل المائة، وقد تتبعت طرق غيره فزادت على ما نقل عمن تقدم"، وأطلق الخطابي نفي الخلاف بين أهل الحديث في أنه لا يعرف إلا بهذا الإسناد، قال ابن حجر:"وهو كما قال" نفي الخلاف على إطلاقه، أنه لا يروى إلا بهذا الإسناد أو لا يعرف إلا بهذا الإسناد هو كما قال لكن بقيدين: أحدهما: الصحة، والثاني: السياق؛ لأنه ورد من طرق معلولة ذكرها الدارقطني وأبو القاسم بن مندة، وورد في معناه عدة أحاديث صحت في مطلق النية، كحديث عائشة وأم سلمة عند مسلم:((يبعثون على نياتهم))، وحديث ابن عباس:((ولكن جهاد ونية)) وحديث أبي موسى: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)) متفقٌ عليهما، وحديث ابن مسعود:((رب قتيلٍ بين الصفين الله أعلم بنيته)) أخرجه أحمد، وحديث عبادة:((من غزا وهو لا ينوي إلا عقالاً فله ما نوى)) أخرجه النسائي، إلى غير ذلك مما يتعسر حصره.