الموضع الثاني: ذكره الإمام البخاري في كتاب الإيمان، وقال:(باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة، ولكل امرئ ما نوى) فدخل فيه الإيمان والوضوء والصلاة والزكاة والحج والصوم والأحكام، دخل فيه الإيمان والوضوء والصلاة والزكاة والصوم والحج والصوم والأحكام، هذا فرع مما ذكره أهل العلم سابقاً أنه ينبغي أن يدخل هذا الحديث ويذكر في جميع الأبواب، ولا شك أنه داخلٌ في الإيمان، وداخل أيضاً في الطهارة، وقبل ذلك داخل في العلم دخولاً مباشراً، فلا علم شرعي إلا بنية، فالذي لا يقصد بعلمه الشرعي وجه الله والدار الآخرة لا يثاب على طلبه العلم، بل يأثم على ذلك؛ لأن هذا العلم -أقصد العلم الشرعي- من علوم الآخرة المحضة، فتجب فيه النية، ولم يذكره الإمام -رحمه الله تعالى- بل أجمل، فدخل فيه الإيمان والوضوء والصلاة والزكاة والحج والصوم والأحكام، وقال الله تعالى:{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [(٨٤) سورة الإسراء] أي على نيته، ثم قال الإمام -رحمه الله تعالى-: "نفقة الرجل على أهله يحتسبها صدقة، وقال:((ولكن جهاد ونية)) ثم ذكر الحديث عن عبد الله بن مسلمة القعنبي قال: أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد، فساقه الإمام -رحمه الله تعالى- ببقية الإسناد المذكور سابقاً بإفراد النية، وقال: "إنما الأعمال بالنية" وذكر الوجه الأول من وجهي التقسيم المحذوف في الموضع الأول، عرفنا سابقاً أن الإمام البخاري حذف الوجه الأول من وجهي التقسيم، "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله" وهنا أثبت الوجه الأول من وجهي التقسيم، وعرفنا سابقاً سبب الحذف، فلا حاجة إلى إعادته.
يقول -رحمه الله تعالى-: باب ...
المقدم: اللفظة -أحسن الله إليكم- بين النية والنيات يرجع إلى الراوي؟