هذا يندرج، نعم يؤجر على ذلك يندرج تحته القاعدة العامة الأمور بمقاصدها، والوسائل لها أحكام المقاصد، ولا يمكن فهم الكتاب والسنة إلا من خلال العربية، علماً بأن المقاصد نفسها دخلت في العربية، والنيات حتى أثرت في علم العربية، هناك ما يختلف فيه الإعراب تبعاً للقصد والنية، فمثلاً قبل وبعد والجهات الست {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ} [(٤) سورة الروم] مبني على الضم لماذا؟ لأن المضاف إليه محذوف مع أنه منوي، مع نية المضاف، وهنا يبنى على الضم، لكن لو حذف المضاف إليه مع عدم قصده ونيته فإنه يعرب مع التنوين، فأثر القصد في البناء والإعراب، أيضاً قول الأعمى: يا رجلاً خذ بيدي، لا يقصد رجل بعينه، يعرب وينصب وينون، لكن لو قصد رجلاً بعينه لقال: يا رجلُ خذ بيدي، فأثر القصد حتى في الإعراب، فهذا الحديث وهذه القاعدة الكلية الأمور بمقاصدها قاعدةٌ عامة مؤثرة في كثير من العلوم وفي كثيرٍ من الأشياء، ولذا عظم أهل العلم هذا الحديث، ورفعوا من شأنه وأشادوا به.
المقدم: أحسن الله إليكم، يعاني الكثير من معالجة أمر النية معاناة شديدة، حتى أن بعضهم ربما أحجم عن بعض الأعمال الصالحة التي اعتاد عليها خوفاً من أن يقع في الرياء أمام الناس، وهذا ينتشر كثيراً حتى بين النساء مع الأسف، هل من توجيه حيال هذا الأمر؟