من قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((وليضع يديه قبل ركبتيه)).
المقدم: ليس من إدراج الراوي؟
ليس من إدراج الراوي، وليس فيه قلب كما يزعم بعضهم، بل الحديث ملتصق، بعض أهل العلم لما رأى أن البعير يبرك فيقدم يديه قبل ركبتيه قال: انقلب على الراوي؛ لأن وضع اليدين هو بروك البعير، نقول: لا، بروك البعير هو نزوله على الأرض بقوة، فلا يقال: برك البعير وحصص البعير حتى ينزل على الأرض بقوة فيثير الغبار ويفرق الحصا، وإلا لو قدم ركبتيه قبل يديه أشبه غير البعير من الحيوانات، أشبه الحمار مثلاً، لا من هذه الحيثية النهي ((لا يبرك كما يبرك البعير)) يعني ينزل على الأرض بقوة، وصدر الحديث موافق لعجزه، والأمر بوضع اليدين ((وليضع)) مجرد وضع، فرقٌ بين أن تضع المصحف على الأرض وبين أن تلقيه على الأرض وترميه على الأرض، أو وضع الشيء عموماً على الأرض وإلقاءه على الأرض، هو مرده إلى الأرض لكن فرقٌ بينهما، وضع المصحف على الأرض جائز عند أهل العلم لكن إلقاؤه على الأرض خطرٌ عظيم، فرقٌ بينهما، ولذا قال:((وليضع يديه قبل ركبتيه)) فالنهي عن مشابهة البعير من وجه دون وجه، إذا علم هذا فما ورد في ذم الجرس صحيح لا مرية فيه.
طالب: يعني السنة الآن يقدم يديه؟
هذا هو الظاهر؛ لأن الحديث أرجح من حديث وائل، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه.
طالب: ما يكون النهي عن صفة البروك كبروك البعير لا على ما يبرك عليه؟
النهي عن مشابهة البعير في النزول على الأرض بقوة؛ ولذا قال:((وليضع يديه قبل ركبتيه)) وله شاهد من حديث ابن عمر وغيره. المقصود أن الخلاف الذي حصل حصل في فهم الحديث، الذي ادعى أن الحديث انقلب على الراوي قال: هذا تناقض، كيف يقول:((لا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه))؟ هذا بروك البعير، نقول: لا، ليس هذا بروك البعير، بروك البعير إذا نزل على الأرض بقوة أثار الغبار وفرق الحصار، وتسمعون أنتم بعض الناس ينزل على الأرض بقوة، والناس إذا ما الإنسان وقع إما مريض وإلا كبير سن وإلا شيء ونزل على الأرض بقوة يقولون: برك، الرجل برك.