وبعض الفلاسفة يزعم أنها جواهر روحانية، وعلى كل حال الإيمان بالملائكة ركنٌ من أركان الإيمان، نؤمن بهم على ما بلغنا عنهم في الكتاب والسنة، ونعتقد أن لله ملائكة مطهرين لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، يقول ابن حجر: الحق أن تمثل الملك رجلاً ليس معناه أن ذاته انقلبت رجلاً، بل معناه أنه ظهر بتلك الصورة تأنيثاً لمن يخاطبه، والظاهر أن القدر الزائد لا يزول ولا يفنى، بل يخفى على الرائي فقط، والله أعلم، وذلك بعد أن نقل عدة أقوال لبعض أهل العلم، الزائد من خلق جبريل الذي يسد الأفق وله ستمائة جناح يأتي على صورة رجل، منهم من يقول: يفنى، ومنهم من يقول: يزول ثم يعود، كل هذا لا دليل عليه، القدر الزائد لا يزول ولا يفنى بل يخفى على الرائي، لا يمنع أن يكون الرسول -عليه الصلاة والسلام- يراه على صورة رجل وعلى هيئة رجل كما رآه الصحابة -رضوان الله عليهم- في حديث عمر وغيره وأبو هريرة وغيرهما حينما سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الإسلام والإيمان والإحسان، رأوه على صورة رجل، وجاء ذكره في الأحاديث الصحيحة على هذه الكيفية.
طالب: في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء} [(٥١) سورة الشورى] وحياً أول أقسامه، هذا كأنه من غير طريق الملك؟
هناك من أقسام الوحي ما يأتي ذكره؛ لأن الحديث حصر الوحي في نوعين، ويأتي في الكلام على الحديث أنواع أخرى -إن شاء الله تعالى-، فالحصر غير مفهوم، سيأتي -إن شاء الله تعالى-.
طالب: في قوله: ((مثل صلصلة الجرس)) يعني التشبيه هنا من حيث التتابع والقوة لا من حيث. . . . . . . . .؟
نعم، من حيث القوة نعم لا من حيث الإطراب والطنين كما ذكرنا.