عالم، ومع ذلك البقية يتركون يذهبون إلى نواحي الحياة الأخرى، يسدون فراغ تحتاجه الأمة، يعني هذه سلبية كثرة ونشر العلم في الناس كلهم، هذه منقبة ومحمدة لكن ما يحبس الذكي من أجل الغبي، من أجل أن نقول: انمحت الأمية، كل يعطى بقدره، ويمكن يخرج عالم يحمل عبء كبير بالنسبة للأمة في عشر سنوات، وإحنا نحتاج أن ننتظر إلى ثلاثين سنة على شان يصير دكتور بحث جزئية من الجزئيات، فمثل هذه الأمور لا بد أن يعود التعليم إلى ما كان عليه في عهده السابق، ولا مانع من أن يختبر الطلاب وينظر إلى الأذكياء والمتوسطين والأغبياء، وكل يعطى على قدر مستواه، وهذا يخرج في عشر سنين، وهذا يخرج في عشرين، وهذا يخرج في ثلاثين، ما الذي يمنع من هذا؟ والله المستعان.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
في الحديث الثاني يقول الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-:
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن الحارث بن هاشم -رضي الله عنه- سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: كيف يا رسول الله يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجل فيكلمني فأعي ما يقول)).
((وأحياناً يتمثل لي الملك)) اللام للعهد، وهو الملك الذي يحمل الوحي، وهو جبريل -عليه السلام-، وقد وقع التصريح به في رواية ابن سعد من طريق أبي سلمة الماجشون، أنه بلغه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول:((كان الوحي يأتيني على نحوين: يأتيني به جبريل -هذا التصريح به- يأتيني به جبريل فليقيه عليّ كما يلقي الرجل على الرجل)) ... الحديث.