للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخطاب، بل هو تمسك بأنه لو كان البشر مفضلا على الكل لكان لفظ كثير ضائعا، ومعلوم أنه غير جائر، وأما السؤال الثاني فجوابه: أن التمسك بهذه الآية في بيان أن جنس الملك أفضل من جنس البشر لا في بيان أحوال الأفراد، وإذا ثبت هذا التفاوت في الجنسين كان الظاهر فضل الفرد على الفرد إلا عند بيان المعارض، وأما السؤال الثالث فجوابه أن قوله: (وَلَقَد كَرَمنَا بَنَي آَدَم) الإسراء: ٧٠ تناول تكريمهم بالهداية والتوفيق والطاعة فقوله: (وَفضَلَناهُم عَلى كَثَيرٍ) الإسراء: ٧٠ يجب ان يكون عائدا إلى كل واحد من هذه الأحوال.

الحجة السادسة عشرة: قوله تعالى: (قُل لاَ أَقُولُ لَكُم عِندي خَزَائِنُ الله وَلاَ أَعلَمُ الغَيبَ وَلاَ أَقُولُ عِندي خَزَاِئنُ الله وَلاَ أَقَولُ لَكُم إِنّي مَلَك) الأنعام: ٥٠ وهذا يدل على ان أحوال الملك أشرف.

الحجة السابعة عشرة: قوله تعالى: (ما نَهاكُم رَبُكُما عَن هَذَهِ الشَجَرَةِ إِلا أَن تَكونَ مَلَكَينِ) الأعراف: ٢٠ وهذا يدل على أن منصب الملك أشرف وفي هذين الدليلين ابحاث دقيقة.

الحجة الثامنة عشرة: قوله عليه السلام حكاية عن الله: (وَإِذا ذَكَرَنَي عَبدِي فَي ملإ ذكرَتُهُ فَي مَلأٍ خَيرٌ مِن مَلائِهِ (وهذا يدل على ان الملأ الأعلى أشرف.

الحجة التاسعة عشرة: لا شك أن كمال حال الأجساد لا يحصل إلا عند اتصال الأرواح بها، والملائكة أرواح محضة، والجسم جسم كثيف استنار بنور الأرواح، ثم إن كمال هذه الأرواح، ثم إن كمال هذه الأرواح هو أن يتصل بعالم الملائكة كما قال تعالى (يَأَيَتُها النَّفسُ المُطمَئِنَّةُ اِرجِعِيِ إِلى رَبِكِ رَاضِيَةً مَرضِيَةً فَادخُلِي فَي عِبادِي) الفجر: ٢٧ - ٢٩ فجعل كمال حال الأرواح المنفصلة من هذا العالم أن في عبادة وأولئك العباد ليسوا إلا الملائكة، فإن

<<  <   >  >>