للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإنه نُبِّئ على رأسِ أربعين سنة من عمره (١).

وفي الصحيحين من حديث ابن عباس أن هرقل استدل على نبوته بما تضمنه جواب المسائل العشر التي سأل عنها أبا سفيان بن حرب (٢).

وعقلاء الناس يفرقون بين النبي الصادق، والمتنبي الكاذب، وإن كان المتنبي يمكن أن يأتي بخوارقَ وشعوذاتٍ، لكن من له عقل حسن لا يلتبس عليه المتنبي الكذَّاب بالنبي الصَّادق؛ بل يُعرف ذلك من ملامحه (٣)، ومن سيرته، ومن أقواله، ومن أفعاله، قال تعالى: ﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (٢٢١) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٢٢٢) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (٢٢٣)[الشعراء].

فالصواب: أن النبوة تثبت بأدلةٍ كثيرة (٤)، ولا يتوقف إثبات النبوة على مجرد المعجزات.

وتأمل قولَه : ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (٤٨)[العنكبوت]، فمن أدلة صدقه أنه جاء بهذا الكتاب العظيم وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب؛ بل يكتبُ ويقرأ له أصحابُه .


(١) رواه البخاري (٣٥٤٧)، ومسلم (٢٣٤٧) من حديث أنس .
(٢) البخاري (٧)، ومسلم (١٧٧٣).
(٣) قال عبد الله بن رواحة يمدح النبي :
لَو لَم تَكُنْ فيهِ آياتٌ مُبَيَّنَةٌ … كانَت بَديهَتُهُ تُنبيكَ بِالخَبَرِ
الإصابة ٤/ ٧٥.
(٤) النبوات ٢/ ٨٨٤، وشرح الأصبهانية ص ٥٣٧.

<<  <   >  >>