وهذا كله يرجع إلى التسليم، فأي شبهة أو فكر أو خاطر أو قول يعارض الحق فهو باطل، وهذا المبدأ عصمة للمسلم من كثير من الشرور والشبهات والضلالات.
فالتسليم لله ولرسوله ﷺ مُعتصَم للمسلم أمام كل باطل وكل مجادل، فلا يُعطِ لعقله الحرية التي تسمى حرية العقل، وليست حرية للعقل؛ بل عبودية للشيطان، وخروج عن عبودية الله، فليكن هذا الأصل على بالك، فكل ما يخالف الحق الذي جاء عن الله تعالى ورسوله ﷺ؛ فهو باطل من الوهلة الأولى، وليس بلازم أن يكون الإنسان عنده القدرة على تزييف الشبهة، المهم أن الحق عنده ثابت، فما يُدَّعى أن هذا يعارضه فهو مردود مدفوع، فاعتصِمْ بالحق واثبُتْ عليه واطرح كل ما خالفه.
وأحببتُ أن أؤكد على هذا؛ فإنه ينفع المسلم ويُريح باله عند ورود الشبهات على قلبه (١)، فقد انفتح على الناس أبواب شر في هذا العصر ممثلة في وسائل الإعلام، وفي الشبكة العنكبوتية، فهي وسائل عظيمة الأثر في الخير والشر؛ ولكن أكثر ما تستعمل في الشر؛ لأن أكثر الناس على غير هدى، فكُن على حذر مما يطرح في هذه الوسائل، فقد أصبح الناس في فتنة مدلهمة، فكلٌّ يستطيع أن يتكلم بما يريد، الملحد والمبتدع والذي ينتسب للسنة، فإن من المنتسبين للسنة من تسربت إليه أفكار وتوجهات فيحملها ويحمل لواءها، فيصير - والعياذ بالله - داعي فتنة، سواء مما يتعلق بالاعتقادات أو بالسلوكيات.
(١) الإيمان الكبير ص ٢٨٢، ومفتاح دار السعادة ١/ ١٤٠.