للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتعطيل، والتكييف والتمثيل، ولهذا قال نعيم بن حماد ذلك الأثر الجليل: «من شبَّه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه» (١)، فليس إثبات الصفات من التشبيه في شيء؛ بل إثبات الصفات هو التوحيد.

وقوله: «ومن لم يتوق»، أي: يجتنب ويحذر، «النفي»، أي: نفي الأسماء والصفات، وهو التعطيل، «والتشبيه»، من لم يجتنب ويحذر هذين المذهبين الباطلين؛ «زل» زلت قدمه عن الصراط المستقيم، «ولم يصب التنزيه»؛ فالمعطلة زعموا أنهم يُنزِّهون الله، وما نزَّهوا الله؛ بل تنقَّصوه تعالى أعظم تنقُّص، والمشبهة الذين قالوا: إن الله له سمع كسمعنا، هؤلاء وإن كان مذهبهم باطلًا؛ فإنهم خير من المعطلة النفاة، ولهذا قال بعض أهل العلم: «إن المعطل يعبد عدمًا، والمشبه يعبد صنمًا» (٢)؛ لأن نفي الأسماء والصفات يستلزم نفي الذات، فكلهم مبطلون؛ لكن الذي يعبد موجودًا أعقل من الذي يعبد معدومًا.

وقوله: «فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية، منعوت بنعوت الفردانية، ليس في معناه أحد من البرية».

المصنف يتحرى السجع؛ لأنه يروق للسامع، فهو من جنس الشعر، «فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية»، هذه الكلمات


(١) تقدم في ص ١٢٩.
(٢) مجموع الفتاوى ٥/ ٢٦١.

<<  <   >  >>