للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيجب الإيمان بما دلت عليه هذه الأخبار، وأهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك، ولهذا قال الطحاوي: «والحوض الذي أكرمه الله تعالى به - غِياثًا لأمته - حقٌّ».

وورد في حديث رواه الترمذي أن النبي قال: «إن لكل نبي حوضًا» (١)؛ ولكن أعظمها حوض نبينا ؛ لأن المؤمنين من أمته هم أضعاف أضعاف المؤمنين من سائر الأمم، فكثرة أتباعه والمؤمنين به يقتضي أن يكون حوضه أعظم الموارد.

وتكلم بعض العلماء في شأن ترتيب الحوض مع بعض أمور القيامة، هل يكون قبل الميزان أو بعده؟ وهل هو قبل الصراط أو بعده؟

والشارح ابن أبي العز (٢) نقل عن القرطبي (٣): أنه قبل الميزان، وعلل هذا بأن الناس يبعثون من قبورهم عطاشًا، فيقدم قبل الميزان والصراط.

وهذا لا يكفي دليلًا، وما الدليل على أن المؤمنين الذين هم أهل الورود يبعثون عطاشًا؟!

فهذه المسألة يجب الإمساك عن الكلام فيها، فلا نقول: قبل ولا بعد، فالله أعلم، هذه أمور غيبية، ولا يجزم بشيء منها إلا بحجة وبرهان.


(١) الترمذي (٢٤٤٣)، وقال: حديث غريب، وقد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن عن النبي مرسلًا، ولم يذكر فيه عن سمرة، وهو أصح، وانظر: فتح الباري ١١/ ٤٦٧، والسلسلة الصحيحة (١٥٨٩).
(٢) ص ٢٨٢.
(٣) التذكرة ٢/ ٧٠٢.

<<  <   >  >>