للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأحاديث التي فيها استخراج ذرية آدم من ظهره كثيرة (١)، وبعضها يشهد لبعض؛ لكن الرواية التي فيها أنه استنطقهم وأشهدهم على أنفسهم فيها مقال لأهل الحديث؛ فمنهم من لا يثبت هذه الرواية كما ذكر الشارح ابن أبي العز (٢)، وأصح ما ورد في شأن الميثاق الحديث الذي في الصحيحين عن أنس عن النبي : «إن الله يقول لأهون أهل النار عذابًا: لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت تفتدي به؟ قال: نعم، قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك بي، فأبيت إلا الشرك» (٣).

الشاهد: «قد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك بي، فأبيت إلا الشرك»، هذا أصح ما استدل به على الميثاق الأول.

ومن الناس من لا يُثبِت هذا الميثاق، ويقول: هذا الميثاق لا يذكره أحد من الناس، وليس فيه حجة على أحد.

والجواب عن هذا: نعم ليس حجة وحده، ولا يستوجب من خالفه بمجرده العذاب، إنما يستوجب العذاب من جاءته الرسل، وبلَغَتْه دعوة الحق.

وأما الآية ففيها نزاع، هل هي في الميثاق الأول الذي أخذه الله على آدم وذريته يوم استخرجهم من ظهره؟


(١) انظرها وبعض الكلام عليها في: الروح ص ٢٤٥ وتفسير ابن كثير ٣/ ٥٠١، والدر المنثور ٣/ ٥٩٨، وانظر: السلسلة الصحيحة (١٦٢٣).
(٢) ص ٣١٠.
(٣) البخاري (٣٣٣٤)، ومسلم (٢٨٠٥).

<<  <   >  >>