للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك بعث المبشرين والمنذرين» (١)، فالحجةُ القاطعةُ لحجةِ العباد على ربهم هي: إرسال الرسل، وما هذه المواثيق، وهذه الآيات إلا من حجج الرسل عليهم، ولهذا يحتج الرسل على أممهم فيما أنكروه بما أقروا به، فيحتجون عليهم بإقرارهم بربوبيته تعالى، وأنه خالقهم وخالق السماوات والأرض، يحتجون عليهم بهذا الإقرار على وجوب عبادته تعالى وحده دون ما سواه، ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: ٥٩].

ومما تقدم يتبين أن ما ذكر الله هو موجب الدليل، كما في حديث أنس في الصحيحين (٢)، وكما دلت عليه الشواهد من الأحاديث الأخرى، فالميثاق الأول حق، ولكن ليس هو الحجة القاطعة للمعذرة على المكلفين، وإنما هو مما يَحْتَجُّ به الرسل على أممهم، وذلك بتذكيرهم إياه وإخبارهم به.

* * *


(١) رواه البخاري (٧٤١٦)، ومسلم (١٤٩٩) من حديث المغيرة بن شعبة .
(٢) تقدم تخريجه في ص ١٨٨.

<<  <   >  >>