للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمؤلف رتب على هذا قوله: «فإنكار العلم الموجود كفر» جحد شيء مما علم بالضرورة من أخبار الرسول ، أو الشرائع التي جاء بها كفرٌ.

«وادعاء العلم المفقود كفر»؛ لأنه ادعاء لعلم الغيب، فتكييف صفات الرب كفر؛ لأنه قول على الله بلا علم؛ لكن الذي يسأل عن الكيف، كمن يقول: كيف استوى؟ فهذا مبتدع يجب الإنكار عليه، كما أنكر الأئمة عليه كمالك حين رد بتلك الجمل التي صارت قاعدة: «الاستواء معلوم، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. ولا أراك إلا رجل سوء، فأمر به فأخرج» (١).

وقوله: «ولا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود، وترك طلب العلم المفقود».

لا يثبت الإيمان ولا يستقر ولا يسلم «إلا بقبول العلم الموجود» وهو الإيمان بما بعث الله به رسوله، «وترك طلب العلم المفقود»، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا (٣٦)[الإسراء]، والله تعالى علَّم نبيه فقال: ﴿قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ﴾ [الأنعام: ٥٠]، وفي الآية


(١) صح هذا الأثر عن الإمام ربيعة بن أبي عبد الرحمن، والإمام مالك رحمهما الله. انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٣/ ٤٤٠ - ٤٤٢، وعقيدة السلف أصحاب الحديث ص ٣٧، وذم التأويل ص ٢٥، و الأثر المشهور عن الإمام مالك في صفة الاستواء ص ٨٤ و ١٢٣.

<<  <   >  >>