للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: «بِوَهْمِه في فحص القدر سرًّا كتيمًا، وعاد بما قال فيه أفاكًا أثيمًا»، سر كتيم أي: مكتوم، سرٌّ استأثر الله بعلمه، ما دام أنه نظر فيه بقلب سقيم، ونظر فيه بوهم وتكلف؛ فسيعود بأقوالٍ في القدر هي إفك وكذب، فالجبرية، والقدرية النفاة، والإبليسية كلهم يشملهم هذا الكلام، عادوا بالكذب والإثم المبين، فالجبرية أعرضوا عن الشرع أو كذبوا به، والقدرية كذبوا بالقدر، والإبليسية طعنوا في حكمة الرب، وضربوا أحكام الله بعضها ببعض.

وهنا انتهى ما يتعلق بالقدر مما ذكره المؤلف، وقد أطنب فيه ، وقد أحسن في هذه الكلمات الطيبة في التأكيد على وجوب الإيمان بالقدر، وأكد على أصل التسليم وهو أصل عظيم، وحذر من الخوض فيما لا سبيل إلى معرفته من أسرار القدر، وأشار إلى أحوال القلوب، وغير ذلك، فجزاه الله خيرًا ورحمه، وسائر أهل العلم والإيمان.

* * *

<<  <   >  >>