للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله، وفي الحديث عن النبي : «فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش» (١)، فتفسير العرش بالملك من تحريفات أهل البدع.

وأما الكرسي فلم يَرِد في القرآن إلا في آية الكرسي التي هي أعظم آية في كتاب الله، كما صح بذلك الحديث عن النبي (٢)، وسميت بهذا لذكر الكرسي فيها: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ﴾ [البقرة: ٢٥٥]، فأضاف الله الكرسي إليه، وإضافة العرش والكرسي إليه تعالى من إضافة المخلوق إلى خالقه، وفي هذا تشريف للعرش والكرسي، وورد في السنة ذكر الكرسي، وأن العرش أعظم منه، كما في الحديث عن النبي : «ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة» (٣)، فالكرسي عظيم وواسع، ومع سعته فالعرش أعظم منه.

وقد اختلف المفسرون (٤) في الكرسي المذكور في الآية فقيل: علم الله تعالى، وعلى هذا القول فلا يكون في الآية دلالة على إثبات الكرسي الذي هو شيء قائم بنفسه موصوف بسعته للسماوات والأرض.

وقيل: إن الكرسي هو العرش، وعلى هذا فليس هناك شيئان، فما هو إلا العرش.


(١) تقدم ص ٢٢٣.
(٢) رواه مسلم (٨١٠).
(٣) رواه بن حبان (٣٦١). وانظر: السلسلة الصحيحة (١٠٩).
(٤) تفسير الطبري ٤/ ٥٣٧ و ٥٣٩.

<<  <   >  >>