للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كالقول في بعض، ف ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١] لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فكما أنه تعالى له عِلمٌ لا كعلمنا، وسمعٌ لا كسمعنا، فله محبة لا كمحبتنا، ورِضًا لا كرِضَانا.

وأما ما ذكره الشارح ابن أبي العز (١) من الكلام في الخُلَّة، وقول الشاعر (٢):

قد تخللت مسلك الروح مني … ولذا سُمِّي الخليل خليلا

فهذا تفسير للخُلَّة التي هي صفة المخلوق، وكذلك قوله (٣): إن الخُلَّة لا تقبل الشركة، فهذا فيه نظر؛ لأن الله اتخذ إبراهيم خليلًا واتخذ محمدًا خليلًا، نعم، من كان الله خليله فلا يكون أحد من الخلق خليله، كما في الحديث الصحيح أن النبي قال: «لو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا لاتخذت ابن أبي قحافة خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الله» (٤)، فدل على أن المانع له من أن يتخذ أبا بكر خليلًا أن الله اتخذه خليلًا، وهذا يقتضي أن يكون الله خليله، وإن لم يرد - فيما أعلم - وصف الله بأنه خليل إبراهيم، أو خليل محمد، لكن هذا الحديث يُشعر بهذا، وأن الله حين اتخذ محمدًا خليلًا لم يكن للرسول خليل من الخلق، وأن ذلك يقتضي أن الله خليله، وهذا من


(١) ص ٣٩٦.
(٢) البيت لبشار بن برد في ديوانه ٢/ ٤٧٥.
(٣) ص ٣٩٧.
(٤) تقدم في ص ١١٣.

<<  <   >  >>