للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال النبي : «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله … » (١)؛ فَعَدَّ هذه الشهادة واحدًا من المباني الخمسة.

فالكافر الأصلي أو النصراني أو اليهودي أو المشرك إنما يدخل في الإسلام بإقراره بالشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، مع التزامه بالشرائع الأخرى، كما قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾ [التوبة: ٥]، ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ [التوبة: ١١]، وقال بعض أهل الكلام (٢): إن أول واجب هو النظر، ويريدون بالنظر التفكر في الأدلة الكونية مثلًا، فقالوا: إن أول واجبٍ هو النظر، وبعضهم تنطع وقال: بل أول واجبٍ القصدُ إلى النظر، وأقبح من هذا وذاك قول من قال منهم: إن أول واجب هو الشك! يعني أول واجب أن يشك الإنسان في الحقائق، فيشك في وجود الله وفي إلهيته، ثم بعد ذلك ينظر في الأدلة!

بئس ما قالوا أنْ جعلوا الكفر هو أول واجب؛ لأن الشك بالله كفر.

وهذه الأقوال ظاهرة الفساد والبطلان.

والنظر مشروع، لكن لا يقال: إنه أول واجب، وقد ندب الله العباد إلى النظر، فمن كان عنده توقُّف أو شك مثل حال الكفار فعليه أن ينظر ويتأمل في الأدلة، وينظر في الآيات ويتفكر، ﴿أَوَلَمْ


(١) رواه البخاري (٨)، ومسلم (١٦) من حديث ابن عمر .
(٢) درء تعارض العقل والنقل ٧/ ٣٥٢ و ٤٠٥ و ٨/ ٣، ومدارج السالكين ٣/ ٤١٢.

<<  <   >  >>