العبارات والتقسيمات هي اصطلاح جديد كما قسم الفقهاء - مثلًا - أفعال الصلاة إلى: أركان وواجبات وسنن، أخذًا من الأدلة؛ لأن أفعال الصلاة ليست على مرتبة واحدة، وكذلك أفعال الحج: أركان وواجبات وسنن، أخذًا من الأدلة، فكذلك مسائل الاعتقاد تقسيمها مستمد من النصوص.
وقد دلت النصوص على وجوب توحيد الله في ربوبيته، وذلك باعتقاد أنه رب كل شيء ومليكه، وأن ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، هذا حق.
ودلت النصوص على وجوب اعتقاد أنه الإله الحق الذي لا يستحق العبادة سواه، كما قال تعالى في خطابه لموسى ﵇: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي﴾ [طه: ١٤]، وقال تعالى: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [المائدة: ٧٣]، وقال تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [البقرة: ١٦٣].
وفي باب الأسماء والصفات قال ﷾: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾، وقال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)﴾ [الشورى]، وقال تعالى: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)﴾.
إذًا؛ هذا تقسيم مستمد من الكتاب والسنة، دالٌّ على أنه تعالى واحد في هذا كله، وهل لهذا التقسيم ثمرة؟
نعم؛ بهذا عرفنا أن الإقرار بتوحيد الربوبية وحده لا يكفي، فإن المشركين كانوا مقرين بهذا التوحيد قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ [لقمان: ٢٥]، لكنهم جعلوا مع الله آلهة أخرى، وعبدوا مع الله آلهة سواه، إذًا؛ الانحراف الذي عندهم هو في توحيد العبادة، ولهذا قال