للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أهل العلم: «إن توحيد العبادة هو الذي وقعت فيه الخصومة بين الرسل وأممهم» (١)، كما قال المشركون - لما قال لهم الرسول : «قولوا: لا إله إلا الله» -: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (٥)[ص] (٢).

وهؤلاء المبتدعة الطاعنون على أهل السنة في هذا التقسيم يقسمون التوحيد تقسيمًا مبتدعًا مشتملًا على الباطل، كما ذكر شيخ الإسلام عن كثير من أهل الكلام أنهم يقولون: «إن التوحيد اسم لثلاثة: توحيد الذات، وتوحيد الصفات، وتوحيد الأفعال، فيقولون: إن الله تعالى واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له» (٣)، والكلام على هذا يطول، ولكن خلاصة القول: أنهم أدخلوا في التوحيد على هذا التقسيم ما ليس منه، فأدخلوا في مسمى التوحيد نفي الصفات، وهذا إلحاد، وأخرجوا عن مسمى التوحيد توحيد العبادة فلا ذكر له عندهم، وأحسن ما يذكرون هو توحيد الربوبية، وهو توحيد الرب بأفعاله، فيقولون: هو واحد في أفعاله لا شريك له، وهو أن خالق العالم واحد، وهذا حق (٤).

* * *


(١) كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب ص ٦.
(٢) رواه أحمد ١/ ٢٢٧، وصححه الترمذي (٣٢٣٢)، وابن حبان (٦٦٨٦)، والحاكم ٢/ ٤٣٢ من حديث ابن عباس .
(٣) درء تعارض العقل والنقل ١/ ٢٢٥، والتدمرية ص ٥٠٦.
(٤) انظر تقسيم الطوائف للتوحيد في: التدمرية ص ٥٠٦، ومجموع الفتاوى ٤/ ١٥٠، ومدارج السالكين ٣/ ٤١٥.

<<  <   >  >>