للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد يُكشف لبعض العباد شيء من أحوال أهل القبور، وفي هذا أخبار كثيرة، يذكرها المعنيون بهذا من أهل العلم (١)، وفيها تصديق لما أخبر به ، وثبت عنه أنه قال: «لولا ألا تدافنوا لدعوت الله أن يُسمعكم من عذاب القبر ما أسمع» (٢)، لو كشف للناس أحوال أهل القبور لفروا وهاموا على وجوههم، ولما دفنوا موتاهم.

وأنكر عذاب القبر ونعيمه وسؤاله وفتنته الملاحدة الزنادقة (٣)، ويلزم على قول من يقول: إن الروح عرض وليست شيئًا قائمًا بنفسه؛ أنه ليس هناك عذاب ولا نعيم؛ لأنها معدومة، ولهذا قال ابن القيم في النونية (٤) - لما ذكر أمر الأرواح وبقاءها -:

وَكَذلِكَ الأروَاحُ لَا تَبلَى كَمَا … تَبلَى الجُسُومُ وَلَا بِلَى اللُّحمَانِ

وَلأجلِ ذَلِكَ لم يُقِرَّ الجَهمُ بال … أروَاحِ خَارِجَةً عَنِ الأبدَانِ

لَكِنَّهَا مِنْ بَعضِ أعرَاضٍ بِهَا … قَامَت وَذَا في غَايَةِ البُطلَانِ

فالشَّأنُ للأرواحِ بَعدَ فراقِهَا … أبدَانَنا وَاللهِ أعظَمُ شَانِ


(١) انظر: مجموع الفتاوى ٤/ ٢٩٦، و ٢٤/ ٣٧٦، وشرح حديث النزول ص ٣٩٩، والروح ص ١١٩، وأهوال القبور ص ٦١.
(٢) رواه مسلم (٢٨٦٨) من حديث أنس .
(٣) الروح ص ١٠٥، ورَدَّ عليهم في ص ١١١.
(٤) ص ٢٥.

<<  <   >  >>