للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأكثر الأحاديث فيها: «أنه يأتيه ملكان» (١)، وجاء عند الترمذي تسميتهما: «المنكر والنكير» (٢)، وسئل الإمام أحمد عن ذلك فأثبت تسمية هذين الملكين (٣).

وأهل السنة والجماعة يؤمنون بهذا كله، والإيمان بفتنة القبر وعذابه ونعيمه من الإيمان باليوم الآخر؛ فإن الإيمان باليوم الآخر يدخل فيه ما يكون بعد الموت.

والإيمان بفتنة القبر وعذابه ونعيمه من الإيمان بالغيب؛ لأن الله ستر عن الخلق أحوال أهل القبور، وربما كشف لمن شاء بعض ذلك، وقد أطلع الله سبحانه نبيه على حال صاحبي القبرين فقال لما مَرَّ بهما: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير» (٤)، فأطلعه تعالى على حالهما، وسبب عذابهما، ولما سمع ذات يوم صوتًا قال: «يهود تعذب في قبورها» (٥).


(١) كحديث البراء وقد تقدم في ص ٣٣٦، وحديث أنس وقد تقدم في ص ٣٤٤.
(٢) تقدم في ص ٢٤١.
(٣) في طبقات الحنابلة ١/ ١٣٥: قال أحمد بن القاسم: يا أبا عبد الله تقر بمنكر ونكير، وما يروى من عذاب القبر؟ فقال: نعم، سبحان الله! نقر بذلك ونقوله، قلت: هذه اللفظة منكر ونكير تقول هذا، أو تقول ملكين؟ قال: نقول: منكرٌ ونكيرٌ، وهما ملكانِ، وعذابُ القبر.
(٤) رواه البخاري (٢١٦)، ومسلم (٢٩٢) من حديث ابن عباس .
(٥) رواه البخاري (١٣٧٥)، ومسلم (٢٨٦٩) عن أبي أيوب .

<<  <   >  >>