للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: «لمن كان له أهلًا»، عذاب القبر ليس لكل واحد، وجاء التصريح بعذاب القبر ونعيمه للمؤمن والكافر، أما العاصي؛ فإن أكثر النصوص لم تتعرض له، كما هو ظاهر في أمر فتنة القبر، إنما ذكر المؤمن الذي ينعم بعد الفتنة، والكافر والمنافق الذي يعذب بعدها، لكن العاصي يُخاف عليه العذاب، فالذي سُكت عنه هذا على خطر، فالمعاصي سبب للعذاب في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، والعاصي تحت المشيئة إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه، وأما المؤمن التقي فهو ناجٍ من العذاب، وهو من أهل النعيم والثواب.

ومسائل القبر هذه، هي التي بنى عليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رسالته المعروفة ب «ثلاثة الأصول».

وقد بلغ الأمر ببعض من يعظمون الوطن إلى درجة العبادة، أن يقول:

بنو وطني سأذكرهم

متى ما عشتُ في الدنيا وفي كفني

وفي قبري أقول له

إذا ما جاء يسألني:

بنو وطني همُ ديني

وديني همْ بنو وطني! (١)

هل سيجيب بهذا الكفر؟!


(١) هذه الأبيات للشاعر السوداني عبد الرحمن شوقي، ونشرت في جريدة القصيم، العدد الرابع، في جمادى الأولى عام ١٣٧٩ هـ، كذا أفادني الشيخ، وهذه الجريدة توقفت منذ زمن بعيد، ولم أجد هذا العدد.

<<  <   >  >>