تفصيلٌ وبيانٌ لنوعي الجزاء على الأعمال؛ فإذا كانت الأعمال حسنات وسيئات؛ فالحسنات جزاؤها الثواب، وهو: كل خير ونعيم وسرور، وجماع ذلك وأعظمه: رحمة الله وكرامته ورضاه وجنته، ﴿يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (٢١) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٢)﴾ [التوبة].
وقوله:«والصراط».
الصراط جسر وطريق ومعبر يُنصب على متن جهنم، فيعبر عليه الناس بحسب أعمالهم، وجاء بيان ذلك عن النبي ﷺ بأن منهم من يمر «كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناجٍ مُسَلَّم، ومخدوش مرسل، ومَكْدُوس في نار جهنم»(١).
وهذا الصراط والسير عليه حسي، وهو في مقابل الصراط الذي في الدنيا، ففي الدنيا صراط معنوي، وهو دين الله الذي بعث به رسله، فالسير على ذاك الصراط بحسب السير على هذا الصراط، فمن كان على هذا الصراط ثابتًا ومسرعًا وقويًّا كان على ذاك كذلك، ومن كان بطيء السير في هذا الصراط كان سيره على ذاك، ﴿جَزَاءً وِفَاقًا (٢٦)﴾ [النبأ]، و «الجزاء من جنس العمل».
(١) رواه البخاري (٧٤٣٩)، ومسلم (١٨٣) - واللفظ له - من حديث أبي سعيد ﵁.