للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: «والميزان».

أي: ميزان الأعمال، والآيات في هذا ظاهرة وكثيرة، قال تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [الأنبياء: ٤٧]، وقال تعالى: ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ [الأعراف]، إلى غير ذلك من الآيات.

فأهل السنة والجماعة يؤمنون بالميزان، وأنه ميزان حقيقي حسي، توزن به الأعمال، كما جاء في الأحاديث، قال النبي : «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» (١)، وفي الحديث الآخر عن الرسول : «والحمد لله تملأ الميزان» (٢).

فدل الكتاب والسنة على وزن الأعمالِ، والأعمالُ وإن كانت أعراضًا، والأعراض في حِسِّنا ومداركنا لا تقبل الوزن؛ لكنا نسلم ونؤمن بما أخبر الله به من وزن الأعمال، والله تعالى على كل شيء قدير، وفي حديث صاحب البطاقة الذي يأتي يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعين سِجِلًّا، كل سِجِلٍّ مد البصر، وكلها سيئات، فيُبهت فتُخرج له بطاقة فيها الشهادتان، فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة، قال: «فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة» (٣). دليل على أن صحائف الأعمال توزن،


(١) رواه البخاري (٦٦٨٢)، ومسلم (٢٦٩٤) من حديث أبي هريرة .
(٢) رواه مسلم (٢٢٣) من حديث أبي مالك الأشعري .
(٣) رواه أحمد ٢/ ٢١٣، والترمذي (٢٦٣٩) - وقال: حسن غريب -، وصححه ابن حبان (٢٢٥)، والحاكم ١/ ٦ و ٥٢٩ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص .

<<  <   >  >>