للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويستدل به على فضل التوحيد الخالص، فهذا لِما اقترن بهذه الكلمة من الصدق والإخلاص والصفاء وحسن النية؛ إذ الكلمات والعبادات وإن اشتركت في الصورة الظاهرة؛ فإنها تتفاوت بحسب أحوال القلوب تفاوتًا عظيمًا، لأجل ذلك كفَّرت سيئاته، وإلا فأهل الكبائر الذين دخلوا النار كلهم كانوا يقولون: لا إله إلا الله، ولم يرجح قولهم على سيئاتهم كصاحب البطاقة. هذا ما وجَّه به شيخ الإسلام ابن تيمية، هذا الحديث (١)، وأمثاله (٢).

وقد دلت النصوص على أن الأعمال توزن، وصحف الأعمال توزن؛ بل والعامل يوزن كما في الحديث: أنَّ عبد الله بن مسعود كان يجتني سواكًا من الأراك - وكان دقيق الساقين - فجعلت الريح تَكْفَؤُهُ، فضحك القوم منه، فقال رسول الله : «مم تضحكون؟»، قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه، فقال: «والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد» (٣).


(١) مجموع الفتاوى ٧/ ٤٨٨ و ١٠/ ٧٣٥، ومنهاج السنة ٦/ ٢١٩، ومدارج السالكين ١/ ٣٤١.
(٢) كحديث: أبي هريرة أن رسول الله قال: «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق، فأخره فشكر الله له فغفر له» رواه البخاري (٦٥٢)، ومسلم (١٩١٤)، وحديثه عن النبي قال: «بينما كلب يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كاد يقتله العطش؛ إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت مُوقَهَا فسقته فغفر لها به» رواه البخاري (٣٤٦٧)، ومسلم (٢٢٤٥).
(٣) رواه أبو داود الطيالسي (٣٥٤)، وأحمد ١/ ٤٢٠ من حديث ابن مسعود ، ونحوه عند ابن أبي شيبة ١٧/ ١٩٤، وأحمد ١/ ١١٤، والبخاري في «الأدب المفرد» (٢٣٧).

<<  <   >  >>