مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ١٠٧﴾ [هود]، وقوله تعالى: ﴿إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (١٢٨)﴾ [الأنعام]، ذكر هذه المسألة عند هذه الآية في سورة «الأنعام» من كتابه «دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب»(١).
وقد أجيب بأجوبة كثيرة عن قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾ [الأنعام: ١٢٨]، وأن المراد بهذا الاستثناء: مكثهم في القبور، أو لبثهم في الدنيا، أو في مواقف القيامة، هذه كلها أقوال ليست بالظاهرة؛ لأن المراد بيان خلودهم بعد ذلك: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ [هود: ١٠٧]، وأحسن ما قيل: إن المراد بيان أن بقاءهم إنما هو بمشيئة الله، كما أن بقاء أهل الجنة في الجنة إنما هو بمشيئة الله، فبقاء الرب تعالى ودوام وجوده ذاتي، أما بقاء أهل الجنة أبد الآباد فبإبقائه ﷾ ومشيئته.
* * *
(١) ص ١٣٣، وانظر: مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ص ٥١.