للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ملكه، فله الملك كله، لا خروج لشيء عن ملكه، فله التدبير والتقدير، : ﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [البقرة: ١٠٧]، وتجد هذا المعنى يُثنَّى في القرآن كثيرًا.

وقوله: «وعلمه وقضائه وقدره».

كل شيء يجري بمشيئته النافذة الشاملة «وعلمه» القديم «وقضائه» النافذ «وقدره» أي: تقديره السابق، قال النبي : «قدَّر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة» (١).

وقوله: «غلبت مشيئتُه المشيئاتِ كلَّها، وغلب قضاؤه الحيلَ كلَّها».

مشيئة الله تعالى نافذة وإن خالفتها مشيئات الخلق، فما شاء الله كان وإن لم يشإ الخلق، وما شاءه العباد لا يكون إن لم يشإ الله، كما قال الإمام الشافعي :

ما شئتَ كان وإن لم أشأ … وما شئتُ إنْ لم تشأ لم يكنْ

خلقتَ العبادَ على ما علمتَ … ففي العلمِ يجري الفتى والمسنْ

على ذا مننتَ وهذا خذلتَ … وهذا أعنتَ وذا لم تُعنْ

فمنهم شقيٌّ ومنهم سعيد … ومنهم قبيحٌ ومنهم حسنْ (٢)


(١) تقدم في ص ٨٢.
(٢) شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٤/ ٧٧٧، والأسماء والصفات ص ١٧١.

<<  <   >  >>