للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله يقول: «إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء» (١).

وفي الحديث الصحيح: أن النبي قال: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها»، قالوا: إذًا نُكْثِر، قال: «الله أكثر» (٢).

فإجابة الدعاء أعم من قضاء الحاجة، فلا يلزم من عدم حصول المطلوب أن الله لم يجب دعاءك، فتقول: إن الله لم يستجب لي! وما يدريك؟ لعل الله أعطاك إحدى هذه الثلاث، ومن أجل ذلك قلتُ: إن قوله: «ويقضي الحاجات» أخصُّ من قوله: «والله تعالى يستجيب الدعوات».

ومن المبتدعة من قال: إن الدعاء إنما شُرع تعبدًا فقط، وليس له أثر في حصول المطلوب؛ لأن المطلوب إن كان مقدرًا وسيحصل؛ فلا حاجة إلى الدعاء، وإن كان لم يقدر؛ فلا فائدة في الدعاء؛ لأنه لن يحصل سواءً دعوت أم لم تدعُ!

فيقال لهم: هناك قسم ثالث، وهو: ما قدر الله حصوله بالدعاء، فما قدر الله حصوله بسبب لن يحصل إلا بهذا السبب، وهذه الشبهة


(١) رواه أحمد ٤/ ٨٧، وأبو داود (٩٦)، وابن حبان (٦٧٦٣ و ٦٧٦٤)، والحاكم ١/ ٥٤٠.
(٢) رواه أحمد ٣/ ١٨، والبخاري في الأدب المفرد (٧١١)، والحاكم ١/ ٤٩٣ من حديث أبي سعيد الخدري .

<<  <   >  >>