للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقول الطحاوي: «تفضيلًا له»، أي: هو الأحق بتولي الخلافة بعد رسول الله ؛ لأنه أفضل الأمة، كما دلت على ذلك الأحاديث في فضل أبي بكر .

ثم اختلف الناس في خلافة أبي بكر بعد الرسول ، هل ثبتت بالنص أو بالاختيار؟

فمن أهل السنة من قال: إنها ثبتت بالنص الجلي.

ومنهم من قال: إنها ثبتت بالنص الخفي والإشارة.

ومنهم من قال: إنها ثبتت بالاختيار - أي -: باتفاق الصحابة (١).

وقد جاءت أدلة تدل على أن أبا بكر هو الأحق بالأمر بعد رسول الله ، من ذلك أنه قال وهو في مرض موته : «مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس» (٢)، وكرَّره وأكَّده، وفعلًا كان هو الإمام، ومات النبي وهو الذي يصلي بهم، فتقديمه في إمامة الصلاة فيه التنبيه على أحقيته بالأمر من بعده؛ لأن هذا هو الأصل، فالرسول كان هو إمام المسلمين عمومًا وخصوصًا؛ فهو إمامهم في الصلاة، وهو إمامهم في تدبير أمورهم وولاية شؤونهم.

ومن ذلك أنه أراد في مرض موته أن يكتب لأبي بكر كتابًا، فقال لعائشة : «لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه، فأعهد


(١) منهاج السنة ١/ ٤٨٦ - ٥٢٦.
(٢) رواه البخاري (٦٦٤)، ومسلم (٤١٨) من حديث عائشة .

<<  <   >  >>