للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون، ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون» (١).

وفي الحديث الصحيح: أن امرأة أتت النبي فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه، قالت: يا رسول الله أرأيت إن جئت ولم أجدك؟ - كأنها تريد الموت - قال: «إنْ لم تجديني فأْتي أبا بكر» (٢).

وما ثبت في الصحيح: أنه قال: «بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلوٌ فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذَنُوبًا أو ذَنُوبين وفي نزعه ضعف، والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غَرْبًا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريًّا من الناس يَنْزِع نزع عمر، حتى ضرب الناس بعَطَنٍ» (٣). أي: سقى للناس، وهذا ما وقع في خلافته من استقرار الأمر، وانتشار الإسلام، وكثرة الفتوح.

فتأولها أهل العلم (٤) على أمر الولاية والخلافة من بعده ، فأبو بكر ولي الأمر بعد الرسول مدة قصيرة سنتين وأشهر، وحصل في ولايته خير كثير ومن أعظم ذلك تثبيت أمر الإسلام ودولته، وقتال المرتدين، وردُّ كثيرٍ منهم إلى الإسلام.

وأظهر الأقوال عندي فيما ثبت به أمر الخلافة هو أنها ثبتت بالنص الخفي والإشارة؛ إذ ليس هناك نص جلي يقول: الخليفة من بعدي هو


(١) رواه البخاري (٥٦٦٦)، - واللفظ له - ومسلم (٢٣٨٧) من حديث عائشة .
(٢) رواه البخاري (٧٢٢٠)، ومسلم (٢٣٨٦) من حديث جبير بن مطعم .
(٣) رواه البخاري (٣٦٦٤)، ومسلم (٢٣٩٢) من حديث أبي هريرة .
(٤) المنهاج ١٥/ ١٥٧، وفتح الباري ٧/ ٣٨.

<<  <   >  >>