للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: «فقد برئ من النفاق».

لأن بغض الصحابة والطعن فيهم، وفي أزواج النبي ولا سيما عائشة، ورميها بما برأها الله منه؛ هو من شأن المنافقين، وقد حمل عبء الإفك رأس المنافقين عبد الله بن أُبي، ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١١)[النور].

وأشار الشارح ابن أبي العز (١) إلى أن أصل الرفض الذي هو بغض الصحابة وتكفيرهم والغلو في علي وذريته أسسه المنافقون، والمؤسس الأول لمذهب الرفض هو عبد الله بن سبأ اليهودي الذي بَذَرَ بذرة الفتنة بين الناس، وألبهم على عثمان حتى قُتل، ثم سعى في فتنة أخرى وهي الغلو في علي .

سبحان الله العظيم! في ذلك العصر الزاهي وقرب عهد النبوة ظهر هذا المذهب الكفري، وهو تأليه علي ، فحرَّق علي قومًا أتوه فقالوا: أنت هو! فقال: من أنا؟ فقالوا: أنت ربنا! فأمر بنار فأججت فألقوا فيها. وفيهم قال علي :

لما رأيت الأمر أمرًا منكرًا … أجَّجْتُ ناري ودعوت قَنبرًا (٢)


(١) ص ٧٣٨.
(٢) انظر: التنبيه والرد ص ٢٩، والفصل ٣/ ١٢٠، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٤٧٥، ومجموع الفتاوى ٣٥/ ١٨٥، ومنهاج السنة ١/ ٢٩، وأصل قصة التحريق في البخاري (٣٠١٧) عن ابن عباس ، وانظر فتح الباري ٦/ ١٥١.

<<  <   >  >>