للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وزيد بن علي بن الحسين هو الذي تنتسب إليه فرقة الزيدية.

والرافضة الغلاة هم الذين تعرف طوائفهم بالباطنية؛ لأنهم يُظهرون الإسلام، كما يقول بعض أهل العلم: «يُظهرون الرفض ويُبطنون الكفر المحض» (١)، فحقيقة أمر الباطنية أنهم لا يؤمنون بالله، ولا بملائكته ولا رسله، ولا يؤمنون بمبدأ ولا معاد، ولا يؤمنون بالأنبياء، ولا يؤمنون بفضل أحد، حتى لا يؤمنون ولا يعترفون بفضل علي ؛ فإذا جحدوا وكفروا بالرسالات فهل يبقى شيء؟ فما يدعونه من موالاة علي وتعظيمه والغلو فيه كل هذا تضليل للسذج من الناس، وإلا فليس عندهم شيء من ذلك.

ولهذا نقل الشارح ابن أبي العز عن القاضي أبي بكر بن الطيب طريقة الباطنية في دعوتهم، أنهم «قالوا للداعي: يجب عليك إذا وجدت من تدعوه مسلمًا أن تجعل التشيع عنده دينك وشعارك، واجعل المدخل من جهة ظلم السلف لعلي، وقتلهم الحسين والتبري من تَيْم وعدي وبني أمية وبني العباس، وأن عليًّا يعلم الغيب! يُفوض إليه خلق العالم! … فإذا أنست من بعض الشيعة عند الدعوة إجابة ورشدًا أوقفته على مثالب علي وولده» (٢).

لأن مهمة الباطنية هو إخراج المسلم عن ملة الإسلام، لكنهم يعمقون فيه مبدأ النفاق والتقية، ولهذا مذاهبهم وأقوالهم تكون أسرارًا.


(١) مجموع الفتاوى ٩/ ١٣٤ و ١١/ ٥٨١.
(٢) ص ٧٤٠، وكذا نقله شيخ الإسلام في منهاج السنة ٨/ ٤٧٩.

<<  <   >  >>