للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ضرب النبي المثل للعلم والعلماء، كما في الصحيحين من حديث أبي موسى أن النبي قال: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا، فكان منها طائفة طيبة قبِلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادِب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قِيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فَقُهَ في دين الله ونفعه ما بعثني الله به؛ فعَلِم وعَلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به» (١).

قال العلماء في شرح هذا الحديث: إن حملة العلم نوعان:

علماء نقل ورواية، وعلماء فقهاء، وليس المراد بالفقهاء أولئك المعنيون بأقوال من يتبعونه من الأئمة؛ فإن الغالب على هؤلاء التقليد؛ بل المراد الفقهاء الذين جمعوا بين معرفة النصوص والفقه والفهم والاستنباط. فقوله : «فكان منها طائفة طيبة قبِلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير» هذا مثل للعلماء الفقهاء.

وقوله: «وكان منها أجادب أمسكت الماء» هذا مثل حُفَّاظ السنة.


(١) رواه البخاري (٧٩)، ومسلم (٢٢٨٢).

<<  <   >  >>