للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما يجب اعتقاده أن هؤلاء العلماء ليسوا معصومين، فلهذا يصيبون تارة ويخطئون أخرى.

ولكن الأئمة المعروفون يجب اعتقاد أنهم لا يتعمدون مخالفة الدليل حاشاهم من ذلك، ومن ظن ذلك فهو متجنٍّ عليهم ومسيء للظن بهم، فإذا ثبت عن أحدهم أنه خالف دليلًا من كتاب أو سنة، فيجب الاعتذار عنه بما يمكن.

وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رسالة صغيرة اسمها: «رفع الملام عن الأئمة الأعلام» (١)، وذكر أعذار العلماء في مخالفة بعضهم لبعض الأدلة، وأهمها: عدم بلوغ الدليل، فقد يخالف الدليل؛ لأنه لم يبلغه.

أو بلغه من طريق ضعيف، فيعتقد أن النبي لم يقله.

أو بلغه وصح عنده، لكنه لا يعتقد أن المراد به هذا الحكم؛ فيفهمه فهمًا قد يكون خلاف ما يقتضيه ظاهره، فيكون متأولًا للحديث باجتهاد لا عن هوى.

أو يعرض له ما يجعله يظن أنه منسوخ.

فهذه أهم الأعذار التي يعتذر بها عن العلماء إذا خالف أحدهم دليلًا من كتاب أو سنة.

ومعروف أن مخالفة الآية لا تكون إلا بتأوُّل؛ لأن القرآن قطعي الثبوت.


(١) مطبوعة مفردة مرارًا، وضمن مجموع الفتاوى ٢٠/ ٢٣١ - ٢٩٠.

<<  <   >  >>