ويتعلق بالجوارح؛ باللسانِ إقرارًا، وبالجوارحِ فعلًا للمأمورات، وتركًا للمنهيات، مما يُصَدِّق ما يقوله العبد بلسانه، ولهذا قال:«هذا ديننا واعتقادنا، ظاهرًا وباطنًا».
وقوله:«ونحن براء إلى الله تعالى من كل من خالف الذي ذكرناه وبيَّنَّاه».
أي: ونحن نبرأ إلى الله ونعادي وننابذ ونباعد كل من خالف ما تقدم ذِكره وتقريره؛ لأنه مستمد من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ويعني: البراءة من طوائف المبتدعين الذين خالفوا الكتاب والسنة، وقد أوضح ذلك ببيان البراءة من المشبهة، والمعتزلة، والجهمية، والجبرية، والقدرية، فهؤلاء هم الذين يعنيهم بقوله:«ونحن براء إلى الله تعالى من كل من خالف الذي ذكرناه وبيَّنَّاه»، لأنها مذاهب مبتدعة رديئة مفتراة، ومخالفة لما جاء في كتاب الله سبحانه، وسنة رسوله ﷺ.
وقوله:«ونسأل الله أن يثبتنا على الإيمان، ويختم لنا به».
وهذا ختم للكلام بالدعاء بالثبات على الإسلام، وهو أمر مهم، فنسأل الله أن يثبتنا على الإسلام والإيمان والاعتقاد الحق، والعبد فقير إلى تثبيت ربه وهدايته وعصمته حتى يلقاه، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)﴾ [آل عمران]، ومن دعاء الأنبياء والصالحين: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا﴾ [يوسف: ١٠١]، ﴿وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (١٢٦)﴾