للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الأعراف]، ومن دعائه : «يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك» (١). فالدعاء بالثبات على الإسلام حتى الممات من أنفع وأهم وأحوج ما يكون للعبد.

وقوله: «ويعصمنا من الأهواء المختلفة، والآراء المتفرقة، والمذاهب الردية».

الاستقامة على الصراط إنما تكون بعصمة الله وهدايته، ولذا أمرنا أن نقول في كل صلاة: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)(٢)، فالعبد فقير إلى أن يعصمه ربه من هذه الضلالات، يقول ابن القيم - لما ذكر مذاهب المبتدعين -:

لَو شَاءَ رَبُّكَ كُنْتَ أيضًا مِثلَهُم … فَالقَلبُ بَينَ أصابِعِ الرَّحمَنِ (٣)

فمن عافاه الله مما عليه أهل الضلال؛ كالمشركين والرافضة والجهمية والصوفية والقدرية؛ فليعلم أن ذلك بتوفيق من الله لا بحوله ولا بقوته، وعلى المسلم أن يلهج دائمًا بسؤال العصمة والوقاية من طرائق المضلين من أصحاب الأهواء والمناهج المنحرفة عن هدى الله؛ فإن هذه المذاهب الردية متناقضة مختلفة ومضطربة وأهلها متبعون لأهوائهم ومتفرقون، كل حزب بما لديهم فرحون.


(١) تقدم تخريجه في ص ١٩٦.
(٢) عن عبادة بن الصامت أن رسول الله قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» رواه البخاري (٧٥٦) ومسلم (٣٩٤).
(٣) الكافية الشافية ص ٣١.

<<  <   >  >>