للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: «مثل: المشبهة، والمعتزلة، والجهمية، والجبرية، والقدرية، وغيرهم».

هذه أسماء أبرز الطوائف المنحرفة في مسائل الاعتقاد؛ فالجهمية وإمامهم جهم بن صفوان، قد جمعوا بين ثلاث بدع كبرى: التعطيل في باب الأسماء والصفات، والجبر في باب أفعال العباد والقدر، والإرجاء في باب الإيمان (١).

والمعتزلة على النقيض من الجهمية في باب القدر، وباب الإيمان، وهم قريبون منهم في باب الأسماء والصفات؛ فالمعتزلة يثبتون الأسماء وينفون ما تدل عليه من الصفات، ولهم أصول خمسة:

١ - التوحيد، ويقصدون به: نفي الصفات، فعندهم إثبات الصفات تشبيه وتجسيم وشرك، ونفي الصفات هو التوحيد.

٢ - العدل، ويُدخلون فيه نفي القدر؛ لأن عندهم أن الله تعالى لو شاء أفعال العباد، وكانت ذنوبهم بمشيئته كان تعذيبه لهم ظلمًا! فلهذا لم يجدوا مخرجًا إلا بنفي تعلق مشيئة الله بها، فمذهبهم يتضمن أنه يكون في ملكه تعالى ما لا يشاء، فجميع ما يجري من حركات العباد وأفعالهم وتصرفاتهم وكلامهم كل ذلك بغير مشيئته، فعندهم أن الله تعالى لا يقدر على أن يجعل المؤمن كافرًا أو الكافر مؤمنًا، أو المطيع عاصيًا أو العاصي مطيعًا؛ بل ولا يقدر أن يجعل القائم قاعدًا والقاعد قائمًا، والمتكلم ساكتًا والساكت متكلمًا؛ لأن هذه الأفعال لا تتعلق بها مشيئته ولا قدرته ولا خلقه.


(١) مقالات الإسلاميين ص ٢٧٩، والملل والنحل ١/ ٦١.

<<  <   >  >>