فيصح أن تقول: إنه ما زال متكلمًا إذا شاء؛ لأن الكلام من جهة القدرة عليه معنى ذاتي، فيقال للمتكلم ما زال متكلمًا، وهو يتكلم بمشيئةٍ، خلافًا لمن قال: إن كلام الله قديم مطلقًا.
والمعطلة المبتدعة أنواع (١):
الجهمية نفوا كل الصفات - الذاتية والفعلية -، ولم يثبتوا إلا ذاتًا مجردة، وتبعهم المعتزلة في ذلك.
وهناك طوائف لفَّقوا واضطربوا، أخذوا من هذا في جانب، ومن هذا في جانب، مثل: الكُلَّابية: الذين ينفون الصفات الفعلية، وهي المتعلقة بالمشيئة، وكذلك الأشاعرة: ينفون كثيرًا من الصفات - الذاتية والفعلية - فيقولون: إنه تعالى لا تقوم به الأفعال الاختيارية.
والأفعال الاختيارية: هي المتعلقة بالمشيئة، مثل: النزول «فعل اختياري» يفعله الرب بمشيئته، والاستواء «فعل اختياري» يفعله الرب بمشيئته، والغضب والرضا والحب، فيغضب إذا شاء، ويرضى إذا شاء، ويحب مَنْ شاء إذا شاء.
ونُفاة الأفعال الاختيارية بنوا مذهبهم على شبهة باطلة لا أصل لها.
قالوا: إنه تعالى منزه عن حلول الحوادث، فيقال لهم: هذا لفظٌ محدث فليس في القرآن ولا في السنة أن الله تعالى منزه عن حلول الحوادث.