للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو أيضًا: لفظٌ مجمل يحتمل حقًّا وباطلًا؛ فمن قال: الله منزه عن حلول الحوادث، نقول له: ما معنى قولك: «منزه عن حلول الحوادث»؟

فإن قال: الله منزه أن يحل فيه شيءٌ من المخلوقات.

نقول: نعم هذا حق، اللهُ لا يحل في ذاته شيء من مخلوقاته.

وإن قال: إنه منزهٌ - أيضًا - عن أن تقوم به الأفعال الحادثة التي تكون بالمشيئة.

نقول: هذا باطل، الله تعالى يفعل ما يشاء، إذا شاء، كيف شاء، فهو تعالى فعَّال لما يريد.

وأهل البدع منهم من نفى الأفعال الاختيارية مطلقًا؛ حذرًا مما أصَّلوه، وهو نفي حلول الحوادث.

ومنهم من يُثبت الأفعال، لكن يقول: إنها لا تتعلق بها المشيئة، وهم الكُلَّابية، فيقولون: إنه يتكلم ويغضب ويرضى لا بمشيئة؛ بل هذه الصفات قديمة، فهو لم يزل متكلمًا، وغاضبًا على من هو أهل للغضب، وراضيًا عن من هو أهل للرضا.

والأشاعرة ينفون، ولا يثبتون إلا الصفات السبع، على ما في إثباتهم من تذبذبٍ واضطراب.

والجهمية، والمعتزلة يقولون: إنه صار متكلمًا بعد أن لم يكن - وليس متكلمًا بمعنى أنه يقوم به الكلام -، وإنما يريدون أنه خلق كلامًا؛ لأن الكلام عندهم مخلوق، والقرآن مخلوق، وصار فاعلًا بعد

<<  <   >  >>