للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليم بعلم، وأن العلم صفته ، وجاء ذكر العلم في القرآن، قال تعالى: ﴿أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾ [النساء: ١٦٦]، ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٥]، وفي السُّنَّة، قال النبي : «اللهم إني أستخيرك بعلمك» (١).

وهذا تصريح بلفظ العلم، ولو لم تَرِد هذه النصوص لكان ذكر الاسم كافيًا في الدلالة على إثبات الصفة.

وعلمه تعالى أزلي لا يتجدد، بمعنى أنه يصير عالمًا بعد أن لم يكن، أو يعلم الشيء بعد أن لم يكن عالمًا به! فهذا نقص، والله منزه عنه، كما تقدم (٢) في التنبيه على دوام كماله «ما زال بصفاته قديمًا قبل خلقه».

فنقول: ما زال بكل شيءٍ عليمًا، وعلمه تعالى مطابق للواقع؛ لأن ما لم يطابق الواقع جهل.

وأما ما جاء في القرآن مما قد يفهم منه تجدد العلم، كقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ﴾ [البقرة: ١٤٣]، وقوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ﴾ [آل عمران: ١٤٢]، وقوله تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا﴾ [العنكبوت]، فالمراد به علمه تعالى بالشيء موجودًا.

ولهذا بعضهم يعبِّر عنه ب «علم الظهور، أوعلم الوجود».


(١) رواه البخاري (١١٦٢) من حديث جابر .
(٢) ص ٥٤.

<<  <   >  >>