للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله يعلم ما يحضران به ... وكل عبد سيلقى الله منفردا (١)

هذه القصيدة التي رواها صاحب الأغاني "وجادة" (٢) ، ذكر معها سببها قال: "كان ثابت قطنة قد جالس قوماً من الشراة وقوماً من المرجئة، كانوا يجتمعون فيتجادلون بخراسان، فمال إلى قول المرجئة وأحبه، فلما اجتمعوا بعد ذلك أنشدهم قصيدة قالها في الإرجاء" (٣)

والقصيدة من الناحية الشعرية جيدة وتعبر عن عقيدة صاحبها بوضوح ويمكن تلخيصها في الآتي:

١ - إرجاء الأمور المشتبهة والمختلف فيها إلى الله، وهو تمهيد لما سيقرره عن الخليفتين الراشدين.

٢ - إثبات الإسلام لكل من أظهره (أي ما لم يشرك أو يرتد) .

٣ - أن الذنوب والمعاصي لا تخرج من الملة، فلا يكفر مسلم موحد إلا إذا قارف ذنباً يبلغ به حد الشرك بالله تعالى (وهذا تمهيد لما سيحكم به على الخليفتين، اللذين هما عاصيان فقط في نظره) .

٤ - الأصل الإمساك عن دماء المسلمين، إلا على سبيل الدفاع عن النفس.

٥ - أن المتقين ينالون جزاءهم كاملاً يوم القيامة.

٦ - الإيمان بالقضاء والقدر وحكمة الله فيه.

٧ - تخطئة الخوارج في تكفير المسلمين، (لا سيما عثمان وعلي) ، ولا يشفع لهما تنسكهم واجتهادهم في العبادة، (أي ولو كانوا يظنون أن هذا اجتهاد منهم وعبادة) .

٨ - أن عثمان وعلياً لم يثبت عليهما الشرك منذ أسلما فلا نكفرهما، وإنما كان منهما وبينهما فتنة واختلاف، والله أعلم بسرائرهما، وسيجزيهما بسعيهما، وقد مضيا


(١) الأغاني (١٣/٥٠) (بولاق) ، وفي الطبع المحققة (١٤/٢٧٠) (دار الكتب)
(٢) أي نقلها من كتاب لا بإسناد.
(٣) ١٤/٢٦٩)

<<  <   >  >>