جهة أنهم ليسوا من أهل الصلاة، فلا علامة لسجودهم، ومن هنا لا يعرفهم المؤمنون في النار، ومن جهة أنهم عتقاء الله يدخلهم الجنة بغير عمل ولا خير.. والله أعلم.
وهذا الحديث بقدر ما يدل على نجاة مخصوصة، هو يدل على الأصل والقاعدة، ألا ترى أن التابعي عجب وألح في سؤال الصحابي، وما ذاك إلا لما علمه التابعون، من إجماع الصحابة رضوان الله عليهم على أن تارك العمل ليس بمؤمن ولا ينجو في الدنيا من سيف المؤمنين، ولا في الآخرة من عذاب رب العالمين، والله أعلم.
٣- العطف:
في اكثر كتبهم يستدل المرجئة على أن العمل ليس من الإيمان، بأنه قد جاء في القرآن في مواضع كثيرة عطف على الإيمان قالوا:
والمعطوف غير المعطوف عليه، فهذا التغاير والتفريق دليل على ذلك.
وجوابه عند أهل السنة والجماعة بإيجاز هو:
أن الإيمان يأتى في نصوص الشارع مطلقا"، ويأتي مقرونا بالأعمال، فإذا جاء مطلقا" فإن الأعمال تدخل فيه، لأنه حينئذ بمعنى الدين يشمل القول والعمل.
وإذا جاء مقرونا" بالأعمال فله عندهم جوابان:
١- أن هذا من قبيل عطف الخاص على العام، مثل قوله تعالى:
(من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال)(البقرة: ٩٨) .
وقوله:(وإذا أخذنا من النبين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم)(الأحزاب: ٧) .
وقوله:(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى)(البقرة: ٢٣٨) .
فإن جبريل وميكال من الملائكة، ومحمد صلى الله عليه وسلم وسائر أولى العزم من الرسل، والصلاة الوسطى من الصلوات.