للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولُهُ: (نُعَيمُ بنُ حمَّادٍ) (١) قال شيخُنا: ((ولا يَرِدُ عليه " مُسندُ أبي داودَ الطيالسيِّ "؛ لتقدمهِ / ٢٥٢ أ /. فإنَّهُ لم يجمع المسندَ المنسوبَ إليهِ حتى يقالَ: إنَّهُ أولُ من صنَّفَ على المسانيدِ، بل الجامعُ لهُ غيرُهُ جَمعهُ بحسبِ ما وقعَ لهُ من حديثهِ (٢)، وإلا فهوَ مكثرٌ جداً، فلو جُمِعَ كلُّ حديثِهِ، أو جمعَ هو مسنداً وانتقاهُ لكانَ أضعافَ هذا)).

قولُهُ: (ثُمَّ بالنّساءِ) (٣)، أي: إذا فرغَ منَ الرجالِ شرعَ في ذكرِ النِّساءِ مُرَتِّباً لهنّ كما رتّبَ الرجالَ، وهذهِ الطريقةُ أحدُ محتملي كلامِ الخطيبِ (٤).

والاحتمالُ الآخرُ أن يذكرَ النساءَ في أواخرِ هذه الطبقاتِ، فإذا ذكرَ بني هاشمٍ الرجالَ ذكرَ النساءَ منهم، ثم انتقلَ إلى غيرهم فذكرَ رجالهم، ثم نساءهم وهكذا إلى الآخرِ.

أو يذكرَ العشرةَ - رضي الله عنهم -، ثمَّ يذكرَ ذَوات السبقِ منَ النساءِ، ثمَّ أهلَ بدرٍ، ثمَّ من يوازي تلكَ الطبقة منَ النساءِ وهكذا.


(١) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٥٦، وهذا من كلام الدارقطني. انظر: الجامع لأخلاق الراوي (١٩٠٠).
(٢) إذ إن مسند الطيالسي جمعه يونس بن حبيب تلميذ الطيالسي، ويونس بن حبيب هو المحدّث الحجة، أبو بشر، يونس بن حبيب العجلي، مولاهم الأصبهاني توفي سنة سبع وستين ومئتين، انظر ترجمته في: الجرح والتعديل٩/ ٢٣٧، وذكر أخبار أصبهان ٢/ ٣٤٥، وسير أعلام النبلاء ١٢/ ٥٩٦، والعبر ٢/ ٣٧، وغاية النهاية ٢/ ٤٠٦، وشذرات الذهب ٢/ ١٥٢.
وقال أبو بكر الخطيب: قال لنا أبو نعيم: صنف أبو مسعود الرازي ليونس بن حبيب مسند أبي داود. وقال حفص بن عمر المهرقاني: كان وكيع يقول: أبو داود جبل العلم. انظر: سير أعلام النبلاء ٩/ ٣٨٢.
(٣) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٥٦، وهذا من كلام ابن الصلاح في " معرفة أنواع علم الحديث ": ٣٦١.
(٤) انظر: الجامع لأخلاق الراوي: ٤٢٣ - ٤٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>