للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حملهُ على المساوي الصحيحِ الذي ليسَ فيهِ إمامٌ من هؤلاءِ.

وقولُهُ: (وإنَّهُ المقصودُ من العلُوِّ) (١)، أي: لأنَّ الوصولَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - هو المقصودُ لذاتهِ، وأما العلوُّ إلى غيرهِ فليسَ مقصوداً لذاتِهِ، فهذا أرجحُ منهُ، ويكفي في تفضيلهِ أنَّه الذي إذا أطلقَ لم يفهم غيرُه، وإذا أُريدَ غيرهُ وجبَ عندَ أهلِ الفنِّ تقييدُهُ، فإنَّهُ إنَّما سُمي عُلواً بالنسبةِ إلى ذلكَ الإمامِ.

قولُهُ: (وأَعلى ما يَقعُ ... ) (٢) إلخ أصلُ الكلام: أعلى الواقعِ / ٢٥٨ أ / من الرواةِ - بين الرواةِ الموجودينَ في زماننا وبينَ شيوخِنا ومن [في] (٣) رتبتِهم - كائنٌ على تفصيلٍ، هو: أن بينَهم وبينَ الأعمشِ كذا، وبينَهم وبينَ غيرهِ كذا.

قولُهُ: (وهشيمٍ) (٤) وقعَ في بعضِ النُّسخِ عدُّهُ في الجماعةِ الأولينَ الذين بين الشيوخِ وبينهم ثمانيةٌ، وهو غلطٌ، والنسخةُ المعتمدةُ أنَّهُ في الجماعةِ التي تليها ممن بينهم وبينهم سبعةٌ، فالتعبيرُ في الثاني بثمانيةٍ غلطٌ أيضاً في تلك النسخةِ (٥).

قولُهُ: (علوَّ التَنزيلِ) (٦)، أي: لسببٍ: أنَّا إذا نَسبْنا إسنادَنَا إلى إسنادِ ذلكَ الكتابِ نَزلنا - في رتبةِ كلِّ راوٍ من رواةِ هذا السندِ - راوياً من رواةِ ذلكَ السندِ حتى نعلمَ هل هو أعلى، أو مساوٍ، أو أنزلُ.

وعبارةُ ابنِ دقيقِ العيدِ عنهُ: ((علوُّ التنزيلِ، وهو الذي يُولعونَ بهِ، وذلك أن تنظرَ إلى عددِ الرجالِ بالنسبةِ إلى غايةٍ: إمَّا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أو إلى بعضِ رواةِ


(١) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٦٢.
(٢) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٦٢.
(٣) ما بين المعكوفتين لم يرد في (ف)، والسياق يقتضيه.
(٤) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٦٢.
(٥) انظر تعليقنا على " شرح التبصرة والتذكرة " ٢/ ٦٢ هامش (٢).
(٦) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٦٢، وهو من كلام ابن دقيق العيد في " الاقتراح ": ٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>