للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللركوعِ والرفعِ منهُ. قالَ ابنُ حزمٍ: ((إنها متواترةٌ توجبُ يقينَ العلمِ)) (١)، ومن ذلكَ: الأحاديثُ الواردةُ في قولِ المصلي: ربنا لكَ الحمدُ ملءَ السماواتِ والأرضِ وملءَ ما شئتَ من شئٍ بعدُ. قالَ ابنُ حزمٍ: ((إنها أحاديث متواترةٌ)) (٢))) (٣). انتهى.

وقد رأيتُ بعدَ سنةِ ثلاثين (٤) في القدسِ الشريفِ جزءاً منْ تصنيفِ الشيخِ تقيِّ الدينِ عليِّ بنِ عبدِ الكافي (٥)، في رفعِ اليدينِ ذكرَ فيهِ: أنه صنفهُ؛ لأجلِ منازعةٍ حصلتْ في ذلك بينه وبين القوامِ الانتاني الحنفيِّ بحضرةِ نائبِ دمشقَ أظنُّهُ تنكز (٦)، وفي ظني أنه خرَّجهُ عن نحو أربعينَ صحابياً، منهمُ العشرةُ المشهودُ لهم بالجنةِ، وهذا وقد تقدَّمَ قريباً عن شيخنا - رحمه الله - قانونٌ كليٌّ في استخراجِ المتواتر بهِ من الكتبِ المشهورةِ النسبة إلى مصنفيها، من أعلامِ الأئمةِ من استعملهُ كثرت عندهُ الأمثلةُ منهُ، والله الموفقُ.


(١) المحلى ٤/ ٩٢.
(٢) المحلى ٤/ ١٢٠.
(٣) التقييد والإيضاح: ٢٧١ - ٢٧٢.
(٤) أي: ثلاثين وثمانمئة.
(٥) وهو علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن يحيى بن عمر السبكي، تقي الدين أبو الحسن الشافعي، توفي سنة (٧٥٦).
انظر: الدرر الكامنة ٣/ ٦٣، وشذرات الذهب ٦/ ١٨٠.
(٦) في (ف): ((دنكز))، والمثبت من مصادر الترجمة.
وهو سيف الدين نائب الشام تنكز، ويكنى أبا سعيد كان شديد الهيبة، وافر الحرمة له آثار حسنة في أماكن من البلاد الإسلامية، اعتقل في الإسكندرية وتوفي هناك، وقيل: قتل سنة
(٧٤١ هـ‍).
انظر: ذيل العبر للحسيني ٤/ ١٢١، والدرر الكامنة ١/ ٥٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>