للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولهُ: ((فإنّا لا نتجاسرُ على جزمِ الحكمِ بصحتهِ)) (١) يقتضي أنَّهُ لا يمنعُ أن يقالَ هذا صحيحٌ فيما أظنُّ وما أشبهَ ذلكَ مما يشعرُ بالترددِ. وقولُ الشيخِ (٢):

((فقد صحّحَ غيرُ واحد .. )) (٣) إلى آخرهِ لا ينهضُ دليلاً على ابنِ الصلاحِ فَأنعِمْ تأمّلَ هذا الفصلَ فإنّهُ من النفائسِ، واللهُ أعلمُ.

قولهُ: (كأبي الحسنِ بنِ القطانِ) (٤) قالَ الشّيخُ في "النكتِ ": ((فَمِنَ المعاصرينَ / ٤٤ أ / لابنِ الصلاحِ أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الملكِ بنِ القطانِ (٥) - أي: الفاسي - صاحبُ كتابِ "بيانِ الوهمِ والإيهامِ " وقد صحّحَ في كتابهِ المذكورِ عدّةَ أحاديثَ، منها حديثُ ابنِ عمرَ: ((أنّهُ كان يتوضأُ ونعلاهُ في رجليهِ، ويمسحُ عليهما، ويقولُ: كذلكَ كان رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يفعلُ)) (٦) أخرجهُ أبو بكرٍ البزارُ (٧) في "مسندهِ"، وقالَ ابنُ القطانِ: إنّهُ حديثٌ صحيحٌ (٨)، ومنها حديثُ


(١) معرفة أنواع علم الحديث: ٨٣.
(٢) يعني العراقي.
(٣) شرح التبصرة والتذكرة١/ ١٣٠.
(٤) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٣٠.
(٥) توفي في سنة (٦٢٨ هـ‍)، وانظر في ترجمته: سير أعلام النبلاء ٢٢/ ٣٠٦، وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٠٧.
(٦) بيان الوهم والإيهام (١٥٦٩) و (٢٤٣٢).
(٧) لم أقف عليه في المطبوع من مسند البزار، وسرد سنده ابن القطان في بيان الوهم والإيهام ٥/ ٢٢٢ إذ قالَ: ((قال أبو بكر البزار: حدثنا إبراهيم بن سعيد، قال: حدثنا روح بن عبادة، عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر)) فذكره، وقال: ((قال-أي البزار-: هذا حديث لا نعلمه رواه عن نافع إلاَّ ابن أبي ذئب، ولا نعلم رواه عنه إلاَّ روح، وإنما كان يمسح عليهما؛ لأنَّه توضأ من غير حدث، وكان يتوضأ لكل صلاة من غير حدث، فهذا معناه عندنا انتهى كلام البزار. وقد سلم صحة الحديث، وذلك ما أردنا)).
(٨) بيان الوهم والإيهام ٤/ ١٢٥ و٥/ ٢٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>