للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعلى هذا يكونُ ما يقولُ فيه: حسنٌ صحيحٌ، أعلى رتبةً عندهُ من الحسنِ ودونِ الصحيحِ، ويكونُ حكمهُ على الحديثِ بالصحةِ المحضةِ أقوى من حكمهِ عليهِ بالصحةِ مع الحسنِ (١). انتهى)).

قالَ الشيخُ (٢): ((وهذا الذي ظهرَ لهُ تحكمٌ، لا دليلَ عليهِ، وهو بعيدٌ من فهمِ معنى كلامِ الترمذي)) (٣)، انتهى.

وقد ظهرَ بما حررهُ شيخُنا أنَّهُ ليسِ ببعيدٍ، فإنَّهُ واقعٌ على ما هو فردٌ، واللهُ أعلمُ (٤).

قولُه: (ويؤيدُه قولهم: حَسنٌ) (٥) ليسَ كذلكَ، فإنَّ المتقدمين الذين أطلقوا وصفَ الحسنِ على ما هو صحيحٌ كالشافعيِّ وغيرهِ، لمْ يكن تقررَ عندهم الاصطلاحُ على أنَّ الحسنَ قاصرٌ عن الصحيحِ، ولو تقرّرَ لما خالفوهُ.

قولهُ: (وأوردوا ... ) (٦) إلى آخره، هذا الاعتراضُ لا يردُ على واحدٍ من ابنِ دقيقِ العيدِ، وابنِ المواقِ إنْ سُلِّمَ (٧) أنَّ وجودَ الدرجةِ الدُنيا لا تنافي العُليا؛ لأنَّ الحسنَ الذي اشترطَ فيهِ أنْ يُروَى من غيرِ وجهٍ هوَ الحسنُ لغيرهِ، فكلُّ صحيحٍ حسنٌ لذاتهِ، لم يقلْ واحدٌ منهما: كُلُّ صحيحٍ حسنٌ لذاتهِ ولغيرهِ، ولا قالَ: كلُّ حسنٍ صحيحٌ، حتى يشملَ الحسنَ بقسميهِ، بل السور لَم يرِد إلاَّ على الصحيحِ؛ فشملَ


(١) اختصار علوم الحديث: ١/ ١٤٠ - ١٤١ وبتحقيقي: ١٠٤ - ١٠٥.
(٢) جاء في حاشية (أ): ((أي: العراقي)).
(٣) التقييد والإيضاح: ٦٢.
(٤) من قوله: ((وقد ذكر الشيخ في النكت ... )) إلى هنا لم يرد في (ك).
(٥) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٧٣، وهو كلام ابن دقيق العيد في الاقتراح: ٢٠٠.
(٦) التبصرة والتذكرة (٨٩).
(٧) عبارة: ((إن سلم)) لم ترد في (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>