للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصفةُ الأخرى غيرَ المبدوءِ بها، لكونِ ذلكَ سبقَ في أقسامِ عدمِ الصفةِ الأولى، وهكذا هَلمَّ جرَّاً ... (١) إلى آخرِ الصفاتِ.

ثمَّ ما عُدمَ فيهِ جميعُ الصفاتِ هو القسمُ الأخِرُ (٢) الأرذلُ. وما كانَ منَ الصفاتِ لَهُ شروطٌ فاعملْ في شروطهِ نحو ذلك، فتتضاعفُ بذلكَ الأقسامُ.

والذي لهُ لقبٌ خاصٌّ معروفٌ منَ أقسامِ ذلكَ: الموضوعُ، والمقلوبُ، والشاذُّ، والمعللُ، والمضطربُ، والمرسلُ، والمنقطعُ، والمعضلُ - في أنواعٍ - سيأتي عليها الشرحُ إنْ شاءَ اللهُ تعالى.

والملحوظُ في ما نوردهُ منَ الأنواعِ: عمومُ أنواعِ علومِ الحديثِ، لا خُصوص أنواعِ التقسيمِ الذي فرغنا الآنَ من أقسامِه)) (٣).

قالَ الشيخُ في " النكتِ " (٤): ((فجعلَ المصنفُ ما عدمَ منهُ هذهِ الصفاتُ هو القسم الأرذل، وخالفَ ذلك في النوعِ الحادي والعشرينَ - أي: وهو

الموضوعُ - (٥) فقالَ: ((اعلمْ أنَّ الحديثَ الموضوعَ شرُّ الأحاديثِ الضعيفةِ)) (٦) وما


(١) هذا التعبير يقال لاستدامة الأمر واتصاله. يقال: كان عاماً أوَّل كذا وكذا وهلم جراً.
وانظر في تفصيل اشتقاق هذا التعبير وانتصاب ((جراً)): الزاهر ١/ ٤٧٦، ولسان العرب ٤/ ١٣١، ونكت الزركشي ١/ ٣٩٢، ونكت ابن حجر ١/ ٥٠٣، وبتحقيقي: ٢٨٥، وتاج العروس ١٥/ ٤١٢، والمعجم الوسيط ١/ ١١٦.
(٢) قال الحافظ العراقي في التقييد: ٦٣: ((بقصر الهمز على وزن الفخذ، وهو بمعنى الأرذل)).
وقيل: بمد الهمز أيضاً. انظر تفصيل ذلك في: لسان العرب ٤/ ١٥، ونكت الزركشي ١/ ٣٩٣، وتاج العروس ١٠/ ٣٨.
(٣) معرفة أنواع علم الحديث: ١١٣.
(٤) التقييد والإيضاح: ٦٣.
(٥) ما بين الشارحتين جملة توضيحية من البقاعي.
(٦) في هذا الموضع على ابن الصلاح تعقبات، نقلناها في تحقيقنا لمعرفة أنواع علم الحديث: ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>