للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولأحمدَ (١)، والدارمي (٢) والبَيهقي في "الشّعبِ" (٣) عَن جابرٍ: أنَّ عمرَ -رضيَ اللهُ عنهمَا- أتى النَبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: إنَّا نَسمعُ أحاديثَ مِن يهودٍ، فتعجبنا (٤)، أفتَرى أن نكتبَ بعضَها؟ فقالَ: ((أَمُتَهوِّكونَ أنتُم كَما تَهوَّكتِ اليهودُ والنصارى؟ لَقدِ جِئتُكم بهَا بيضاءَ نقيةً، ولَو كانَ موسى حَياً لَما وَسِعَهُ إلاّ اتباعِي)).

وَلفظُ الدَارمي: عن جابرٍ - رضي الله عنه -: أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ - رضي الله عنه - أتى رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بنسخةٍ منَ التوراةِ فقالَ: يارسولَ اللهِ، هذهِ نُسخةٌ مِن التوراةِ، فسكتَ، فجعلَ يقرأُ، ووجهُ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يتغيرُ، فقالَ أبو بكرٍ - رضي الله عنه - (٥): ثكلتكَ الثواكلُ، ما تَرى ما بوجهِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فنظرَ عُمرُ إلى وجهِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: أعوذُ باللهِ مِن غضبِ اللهِ، وغَضَبِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - /١٠٩ ب/، رَضينَا باللهِ رَباً، وبالإسلامِ ديناً، وبمحمَّدٍ نَبياً، فقالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((والذِي نَفسُ محمدٍ بيدهِ، لو بَدا لكُم مُوسى، فاتبعتموهُ وتركتُموني، لضللتُم عن سَواءِ السَبيلِ، ولو كانَ حيَّاً وَأدركَ نُبوتِي لاتبّعَني))، وفي سَندهِ مجالدُ بن سَعيدٍ، وَليسَ بالقوي، وَقَد تَغَيَّر في آخرِ عُمرهِ (٦).


(١) مسند الإمام أحمد ٣/ ٣٨٧.
(٢) سنن الدارمي (٤٣٥).
(٣) شعب الإيمان (١٧٧). والحديث أخرجه: أبو عبيد في "غريب الحديث" ٣/ ٢٨ - ٢٩، وابن أبي شيبة (٢٦٤١٢)، وابن أبي عاصم في "السنة" (٥٠)، والبزار كما في "كشف الأستار" (١٢٤)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ٢/ ٤٢، والبغوي في "شرح السنة"
(١٢٦).
(٤) في (ب): ((تعجبنا)).
(٥) ((عنه)) لم ترد في (أ).
(٦) انظر: تهذيب الكمال ٧/ ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>